وقد استوعبَت الشريعةُ في شُمولها وعلاجِها كلَّ أمراض النفوس ومعايِبها،
أقوالاً وأفعالاً، ومشاعِر وانفِعالات.
وإن في مُستجدَّات العصر وتقنيَّاته ما وسَّع ذلك كلَّه ووسِعَه ابتلاءً وعلاجًا .
معاشر المسلمين :
وثمَّة خُلُقٌ ذميم، وسُلوك شائِن، يدلُّ على نفسٍ غير سويَّة،
وقلبٍ مدخُول يكادُ يخلُو من الحبِّ والمودَّة والعطف وحبِّ الخير،
ذلكم - عباد الله - هو: خُلُق الشماتة، وغالبًا ما يقترِنُ به مظاهرُ كراهية، من السخرية،
والهمز، والغَمز، واللَّمز، وألوان الاستهزاء قولاً وفعلاً وإشارةً - عياذًا بالله -.
الشماتةُ - حفِظَكم الله ووقاكم - وصفٌ ولقبٌ ولفظٌ فيه تنقُّص، أو حطُّ مكانة،
أو احتِقار، أو ذمٌّ أو طعنٌ، أو تعدٍّ على كرامة.
الشماتةُ فرحٌ ببليَّة من تُعاديه، والسُّرورُ بما يكرَهُ من تُجافِيه.