وكلٌّ يحبُّ أن يدفع عن نفسه الشرورَ والمُهلِكات، ويسعَى لذلك بما يقدِرُ
عليه مِن الأسباب المُنجِيات، فهل إلى هذه المطالب العالية مِن سبيلٍ؟
وهل الفوزُ بهذه الخيرات والنجاة مِن شرور الحياة، ومُضِلَّات الفتن،
وسوء العواقب في الأمور، هل هذا ميسور؟
نعم، هو يسيرٌ على مَن يسَّره الله عليه، والطريقُ إلى تلك الخيرات،
ودفع عواقب الشَرِّ في الحياة وبَعد الممات طريقٌ واحدٌ، وسبيلٌ مُستقيمٌ
لا ثاني له، ألا وهو الحكمةُ بمعناها الأعمِّ الأشمَل، قال الله تعالى:
{ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا
يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ }
[البقرة: 269].