( ثلاثٌ مُهلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطاعٌ، وهوًى مُتَّبعٌ، وإعجابُ المَرءِ بِنَفسِهِ ).
الغرورُ - عِبادَ الله - سَكرةٌ ناجِمةٌ عن جُرعةٍ زائدةٍ مِن الإعجاب بالنفس، حجَبَت عن عقل صاحبِها حَقَّ ربِّه، وحَقَّ نفسه، وحَقَّ الآخرين، حتى تُفضِي به إلى تضخيم نفسه وإسباغِه عليها هالةً مِن الكمالِ الزائِف والإعجابِ بالذَّات إلى درجةٍ يفقِدُ بها القُدرةَ على رؤيةِ الاُمور مِن وِجهَات نظرِ الآخرين مِن حوِله، فلا يَرَى إلا نفسه، ولا يَقْبَلُ إرشادًا أو تنبيهًا، بل إنّه يُلبسُ غرورَهُ اسمَ الثقة والاعتزاز بالنفس، ويُلبِسُ إرشادَ الآخرين له وتنبيههم إياه اسمَ الحسد والغَيرَة، فيُكثِر التبريرَ لأخطائه وعَثَرَاته، ويُشكِّكُ في كفاءات الآخرين، وينظر إليهم نظرةَ احتِقارٍ لا تنفكُّ عنه.