( المُؤمنُ القويُّ خَيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ مِن المُؤمنِ الضَّعيف ).
وقال بعضُ شُرَّاح الحديث:
قولُه: ( المُؤمنُ القويُّ ) أي: على أعمالِ البرِّ ومشاقِّ الطاعة،
والصَّبُور على تحمُّل ما يُصيبُه مِن البلاء، والمُتيقِّظُ في الأمور، المُهتَدي
إلى التدبِيرِ والمصلَحةِ بالنَّظر إلى الأسبابِ، واستِعمال الفِكر في العاقِبة .
إذا علِمنا ذلك - عباد الله -؛ فإن مِن معانِي الصيامِ وآثارِه المحمُودة:
أنه يبعَثُ القوةَ في نفوسِ الصائِمِين، فتجِدُ العبدَ يمتنِعُ عن الطعام
والشرابِ والجِماع وسائرِ المُفطِّرات بإرادتِه، رغمَ أنه اعتادَ هذه
المُباحات سائرَ العام، إلا أنه في نهارِ رمضان يترُكُها لله، وابتِغاءَ ما
عندَه مِن الأجرِ.
وهذا انتِصارٌ عظيمٌ للمُسلم على هواه وشهوَتِه، وتفوُّقٌ كبيرٌ على نفسِه،
وهو بذلك يُهيِّئُ نفسَه لتحمُّل المشاقِّ والقِيام بالمهامِّ الجِسام؛
مِن جهادٍ، وبذلٍ، وتضحِيةٍ، وإقدامٍ.