{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ }[الفرقان: 58]،
{ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }[المائدة: 23].
ومَن لم يُبالِ بهذه الأوامِرِ وأمثالِها في القُرآن وقعَ في المصائِبِ والشدائِدِ،
ولم يظفَر بمطلُوبٍ، ويسلَم مِن مرهُوبٍ.
التوكُّلُ مُصطلَحٌ ذو معنًى عظيم، ومغزًى جليل، فالمُتوكِّلُ على الله –
تبارك وتعالى - هو الذي يتَّخِذُه - سبحانه - بمنزلة الوكيل القائِمِ بأمرِه،
الضامِنِ لمصالِحِه، الكافِي له مِن غير تكلُّفٍ ولا اهتِمامٍ.
المُتوكِّلُ على الله واثِقٌ بأنَّه لا يفُوتُه ما قُسِمَ له؛ فإنَّ حُكمَه - عزَّ شأنُه –
لا يتبدَّلُ ولا يتغيَّرُ، يقولُ - سبحانه -:
{ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ }[الذاريات: 22، 23].
ومِن معاني هذه الآية في التفسير:
أنَّه - سبحانه - لم يكتَفِ بذِكرِ ضمانِ رِزقِ امخلُوق، بل أقسَمَ على
تحقيقِ ذلك.قال الحسنُ:
لعَنَ الله أقوامًا أقسَمَ لهم ربُّهم فلم يُصدِّقُوه .
ورُوِي أنَّ الملائِكةَ قالت عند نُزول هذه الآية:
هلَكَت بنُو آدم، أغضَبُوا الربَّ حتى أقسَمَ لهم على أرزاقِهم! .