{ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ
وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
[ الحشر: 9 ].
ولم يكتَفِ - صلى الله عليه وسلم -، بتأسِيسِ أواصِرِ المحبَّة والأُخُوَّة بين أصحابِه؛
بل اعتنَى بها، وأوصَى بتعاهُدِها، وبيَّن فضلَها؛ حِرصًا على دوامِ الأُلفةِ وبقاءِ المحبَّة.
أُسَر يدرك رجالها قول حبيبهم: “وابدأ بمن تعول“؛ فلا يستأثرون بالترويح ولا ينشغلون
بأصحابهم عن أهليهم وزوجاتهم، وما فسدت الأسر وتشتت الأولاد وضاعت الذرية إلا يوم
أن انشغل الآباء بالأصدقاء سهرًا معهم وسمرًا وما أحوجنا لتوجيه المصطفى -
صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حينما قال: “وإن لأهلك عليك حقاً“.