تستمِدُّ أصولَها من شريعَتنا الغرَّاء، فهي عقيدةٌ وعبادة،
وتأصيلُها وصيانتُها واجبٌ شرعيٌّ على المُربِّين والمُصلِحين.
وقد تكاثَرَت النصوصُ في جانبِ السلُوكِ والأخلاقِ والقِيَم عامَّة،
وفي جانبِ الفضيلَة خاصَّة، وجعلَها الله من أسباب الفلاح،
وجعلَ أهلَها ورثَةَ الفردوس الأعلى من الجنة.
والحديثُ عن تزكِيةِ النفوس، وتطهيرِ الطِّباع، وتنمِيَة دواعِي العفَّة والطهارة
ليست شِعاراتٍ عاطفيَّة، أو كمالاتٍ خُلُقيَّة؛
بل هي أصلُ تماسُك المُجتمع وبُنيَة أساسٍ لبقائِه،
ومقصدٌ عظيمٌ من مقاصِدِ الشرع الحَنيف؛ بل قرَنَ الله الأمنَ والعفافَ في آيةٍ واحدةٍ
مع توحيدِه - سبحانه - في سُورة الفُرقان.
وأخلاقُ الإسلام ليست رأيًا بشريًّا ولا نظامًا وضعيًّا، ولكنها ربَّانيَّة المصدر،
عباديَّة المقصِد، يُرادُ بها وجهُ الله ورِضوانُه، تملِكُ على المُسلم قلبَه فيدفعُه إليها إيمانُه،
وهي ثابتةٌ كاملةٌ لا تتردَّدُ مع الأهواء، فيها الأُسوةُ والقُدوة:
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
[ الأحزاب: 21 ]