{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
[ الأنعام: 153 ] )
وهي وصيَّةٌ ربَّانيَّةٌ بالتِزامِ دينِ الله، والاستِمساكِ بما جاء فيه من عقائِد
وفرائِضَ وكمالاتٍ يسعَدُ بها المُسلمُ في دُنياه وعُقبَاه.
ومن لوازِمِ ذلك وضروراتِه - يا عبادَ الله -: النُّفرةُ من رذائِلَ وخِصالٍ مقبُوحةٍ
جاء النهيُ عنها، والذَّمُّ لمُجترحِها؛ لأنها من سُبُل الشيطان التي يضِلُّ سالِكُها،
ويشقَى بالتردِّي في وَهدَتها.
وكم للخطيئةِ - يا عباد الله - من دُروبٍ يدأَبُ الشيطانُ على إقامتها،
والإغراء بها، والحثِّ عليها؛ لعرقَلَةِ سَير السالِكِ إلى ربِّه، الكادِحِ إليه، المُقبِلِ عليه،
يُريدُ بذلك تكثيرَ حزبِه، وتقويَةَ جُندِه، وإهلاكَ عدوِّه ومحسُوده،
{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً
إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }
[ فاطر: 6 ].