إنَّ واجبَ العبدِ في هذه الحياة الدنيا أن يكونَ قلبه في مراعاةٍ دائمةٍ للرقيبِ
- عزَّ شأنُه -، فلا يلتفِتُ إلا إليه، ولا يخافُ إلا منه، فهو دائم الحفظ
لأوامره - جلَّ وعلا -، دائم الحفظِ لنواهيه، مُنصرف الهمةِ إلى ما يُرضيه
ويُقرِّبه منه – سبحانه -، فمتى راقَبَ العبدُ ربَّه أوجبَ له ذلك الحياءَ من خالقه،
والإجلالَ والتعظيمَ لبارئِه، والخشيةَ والمحبةَ والإنابةَ
والخضوعَ والتذلُّلَ لمَن خلقَه وأوجدَه.
فصلاحُ الدارَين - يا عبادَ الله - وفلاحهما في مراقبةِ العبدِ لربه وتحرِّيه مرضاته،
وملازمةِ عبوديتِه على السنَّةِ النبوية، مع لزومِ الإخلاص له - سبحانه -،
إخلاصِ مَن يعلم أن الناس إن راقبوا ظاهره، فالله - جلَّ وعلا -
يراقبُ ظاهرَه وباطنه، كما قال– سبحانه -:
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ }
[آل عمران: 5]،
وقال - عزَّ شأنُه -:
{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ }
[البقرة: 235].
معاشر المسلمين:
مراقبةُ الله - جلَّ وعلا - توجِبُ على العبدِ مُحاسبةَ النفس؛ استجابةً لقوله - سبحانه -:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
[الحشر: 18].