اسمَعوا إلى وصيَّةٍ عظيمةٍ صدرَت من مُعلِّم البشريَّة،
وسيِّد الخليقة نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
وهو يُوجِّهُ للأمة وثيقةً خالِدةً تصلُحُ بها حياتُها، وتسعَدُ بها مُجتمعاتُها،
وتزدهِرُ بتحقيقِها بُلدانُها وصيَّةٌ يجبُ أن تكون نصبَ أعيُننا،
وأن يكون تطبيقُها حاكِمَ تصرُّفاتنا، ومُوجِّه تحرُّكاتِنا، ومُصحِّح إراداتنا وتوجُّهاتنا.
وصيَّةٌ لا تنظرُ لتغليبِ مصلحةٍ قوميَّة، ولا تنطلِقُ من نَزعةٍ عِرقيَّة، أو نظرةٍ آنيَّة.
وصيَّةٌ صدرَت ممن لا ينطِقُ عن الهوَى، إن هو إلا وحيٌ يُوحَى.
وثيقةٌ مُحمديَّةٌ، ووصيَّةٌ نورانيَّةٌ تنهَضُ بالأمة للحياة المُزدهِرة المُثمِرة بالخير
والعزَّة والصلاح والقوة والرُّقِيِّ والتقدُّم والاجتماع والوِئام
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
[ الأنفال: 24 ].
نعم، حياةٌ وإحياءٌ شاملٌ للفرد والجماعة والنفوس.
حياةٌ تُبنى على قوة الإيمان التي لا غِنى عنها في مُواجهة الأزمات،
إحياءٌ يسيرُ بالأمة إلى النهضَة بأشمل وأدقِّ معانيها، وأخصِّ صُورها،
مما يُحقِّق السعادة ومُعايشَة الأمن والسلام والخير والازدِهار والرُّقيِّ،
في جميع مجالات الحياة.