{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ }
[ البقرة: 11، 12 ].
معاشر المؤمنين:
الخلَلُ في الأمن الفِكريِّ طريقٌ إلى الخلَل في الجانِبِ السلُوكيِّ والاجتماعيِّ،
وما سلَكَت فِئامٌ في الأمة مسالِك العُنف والإرهاب، والقتل والتدمير والتفجير والإرعاب،
إلا لما تشبَّعَت أفكارُها، وغُسِلَت أدمغتُها بما يُسوِّغُ لها تنفيذَ قناعاتها،
وتحسينَ تصرُّفاتها.
وأنَّى لمُسلمٍ عاقلٍ أن ينتهِجَ تكفيرَ الخلق، فيُكفِّرُ المُعيَّن بالشُّبهة والظنِّ؟!
ولا يلِجُ هذا البابَ إلا صاحبُ خلَلٍ فكريٍّ وسلوكيٍّ واجتماعيٍّ.
والفكرُ التكفيريُّ يسرِي بقوةٍ في صفوف فئةٍ من شباب هذا الزمان،
وهو مُحيطٌ ملغُوم، ومركبٌ مثلُوم، ومُستنقعٌ محمُوم، وخطرٌ محتُوم،
زلَّت فيه أقدام، وضلَّت فيه أفهام.