ثباتُ القلب على الحق، واستقامتُه على الدين، وسلامتُه من التقلُّب.
ولذا كانت الخشيةُ من الزَّيغ شأنَ أُولِي الألباب، ونهجَ أُولِي النُّهَى،
وسبيلَ الراسِخِين في العلم الذين يبتَغون إلى ربِّهم الوسيلة،
ويزدلِفون إليه يرجُون رحمتَه، ويخافُون عذابَه .
وقد ذكرَ - سبحانه - تضرُّعهم وسُؤالهم إياه التثبيتَ على الحق، والسلامةَ من الزَّيغ،
في قوله - عزَّ اسمُه -:
{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ
كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }
[ آل عمران: 7، 8 ]
وإنه - يا عباد الله - لحِسٌّ مُرهَفٌ، وضراعةٌ مُخبِتة، ووَجلٌ طَهورٌ،
ألقَى ألفَى في هدي خيرِ الورَى - صلواتُ الله وسلامُه عليه - ما يبعثُ على كمال العِبرة،
وتمام القُدوة، وحُسن التأسِّي، وصِدقِ الاتباع .