قال - صلى الله عليه وسلم -:
( لو توكَّلتُم على الله حقَّ توكُّلِه؛ لرَزَقَكم كما يرزُقُ الطيرَ، تغدُو
خِماصًا وترُوحُ بِطانًا )؛
أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه، وإسنادُه صحيحٌ.
المُتوكِّلُ على الله - جلَّ وعلا - صادِقُ الاعتِماد عليه في إسنادِ تسهيلِ
الأمور، واستِجلابِ المصالِح ودفع المضارِّ، واثِقٌ بموعود الله، مُستَيقِنٌ
بأنَّه بتفويضِ أمورِه إلى الله - جلَّ وعلا - يحصُلُ له المقصُود،
ويندفِعُ عنه المرهُوب.
المُتوكِّلُ على الله يُفوِّضُ أمرَه إليه - سبحانه -؛ ثِقةً به، وحُسنَ ظنٍّ به
- جلَّ وعلا -، فالمخلُوقُ المُتوكِّلُ يقطَعُ علاقتَه بغير الله، يقطَعُ النَّظرَ
عن الأسبابِ بعد تهيئتِها والقِيام بها وفقَ المشرُوع، مُتبرِّئًا مِن
الحَولِ والقوةِ إلا بالله العليِّ العظيمِ؛ لتفرُّده - سبحانه - بالخلق والتدبير،
والضَّرِّ والنَّفع، والعطاءِ والمنعِ، وأنَّه ما شاءَ كان، وما لم يشَأ لم يكُن،
قال - سبحانه -:
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ }
[الإنسان: 30].