ولما لا يكونوا إخوانًا وربُّهم واحد، ونبيُّهم واحد، وقبلتُهم واحدة؟!
وتأكيدًا لهذه القاعدة الكُبرى هيَّأ الشرعُ الأسبابَ التي تُقوِّي بُنيانَ الائتلاف،
وتشُدُّ عضُدَ الاجتماع؛ فصلاةُ الجماعة يتحقَّقُ فيها الاجتماعُ خمسَ مرَّاتٍ،
والتراصُّ في الصفوف وتقارُب الأجسام والأقدام والمناكِب،
وهذا الاجتماعُ الأسبوعيُّ في يوم الجُمعة، واجتماعٌ سنويٌّ في صلاة العيد،
والزكاة التي تُمثِّلُ التكافُل الاجتماعي، ومعاني التراحُم والتعاطُف،
وصيامُ رمضان الذي يُوحِّدُ الأمةَ بأعماله في ليلِه ونهارِه،
والحجُّ التقاءٌ سنويٌّ من بُلدان عدَّة وأجناسٍ شتَّى.
يلقَى المسلمُ أخاه من أقصَى الدنيا وأدناها،
فيُبادِرُه التحية ويعيشُ معه جلالَ الأُخوَّة وجلال المحبَّة.