إن الالتِجاء إلى الله - جل وعلا -، والتضرُّع إليه ظاهرًا وباطنًا، قلبًا وقالَبًا،
هو منهجُ الأنبياء - عليهم أفضل الصلاة والتسليم -، وهو منهجُ عباد الله الصالِحين.
فلا غرْوَ، فكلنا يعرفُ في كتاب الله - جل وعلا - قصةَ أيوب،
وقصة يونس - عليهما أفضل الصلاة والتسليم -، ورسولُنا - صلى الله عليه وسلم
كان أعظم المُتضرِّعين، وأفضل المُتقرِّبين، يظلُّ ليلةَ بدرٍ داعيًا مُتضرِّعًا،
مُنكسِرًا إلى خالقِه - جل وعلا -. وهكذا هو في كل حالٍ من أحواله.
عند أحمد والترمذي بسندٍ حسن: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال:
( عرَضَ ربي عليَّ ليجعلَ لي بَطحَاء مكة ذهبًا
فقلتُ: لا يا ربي، ولكن أشبعُ يومًا وأجوعُ يومًا،
فإذا جعتُ تضرَّعتُ إليك وذكرتُك، وإذا شبِعتُ ذكرتُك وحمِدتُك )