{ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }
[ الروم: 47 ].
ولقد دلَّت عِظاتُ التاريخ وعِبَر الأيام أنه كلما اشتدَّت وطأةُ البغي وتعاظَمَ خطرُه،
وتفاقَم أمرُه، واستفحَلَ شرُّه، كان ذلك إيذانًا بانحِسار مدِّه، وخُمود جذوَته،
وتقهقُر جُنده.
وإن من تمام اليقين بالله وصحَّة التوكُّل عليه، وصدق اللُّجوء إليه،
مع كمال الصبر واحتِساب الأجر، ومعونة الإخوة في كل ديار الإسلام بكل ألوان المعونة
والنُّصرة والمُؤازرَة، ما يبعَثُ على قوة الرجاء في صدِّ العُدوان، وهزيمة البغي،
والفرح بنصرِ الله الذي ينصُرُ به من يشاءُ، وهو العزيزُ الرحيم.
فالعاقبةُ - يا عباد الله - دائمًا للمُتقين، والنصرُ والتمكينُ والغلَبَة للصابرين الصامِدين،
الذين يستيقِنون أن النصرَ مع الصبر، وأن الفرَجَ مع الكرب، وأن مع العُسر يُسرًا.