{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }
[ الحجر: 97- 99 ].
في هذه الأثناءِ تتنزَّلُ سُورةُ طه:
{ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)
تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4)
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)
وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى }
[ طه: 2- 9 ].
موسى - عليه السلام - ذكرَه الله تعالى في هذه السُّورة،
مثالَ الداعِية مثالاً عظيمًا من أُولِي العزم من الرُّسُل،
ولهذا سمَّى بعضُ أهل العلم هذه السُّورة: "سُورةَ الكَليم".
وقد عالَجَ بني إسرائيل أشدَّ المُعالَجَة، ولقِيَ منهم ما لقِي،
وهم السوادُ العظيمُ الذي رآهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سدَّ الأُفُق،
إنه نبيٌّ اختارَه الله كما اختارَك، وألقَى محبَّتَه في القلوبِ كما ألقَى محبَّتَك،
وصنَعَه الله على عينِه كما يصنَعُك - يا مُحمد - على عينِه،
{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }
[ طه: 39 ].