فلذلك ترَى صاحِبَ المُروءة فقيهَ النَّفس، حرِيصًا على أخلاق الكمال
والجمال والطُّهر في ملبَسِه ومَظهَرِه ومدخَلِه ومخرَجِه، وتراه كذلك
مع الناسِ بجميع شرائِحِهم يستعمِلُ معهم الأدبَ والحياءَ والعِفَّة والكرَم
والنَّزاهة والصِّيانة، وتراه ثالثًا مع ربِّه - سبحانه وتعالى –
يستَحِي منه أن يراه على معصِيَة، أو يطَّلِع على قلبِه فيرَى فيه غيرَه،
أو تكون علانِيتُه خيرًا مِن سريرته.
وقد جمعَ الله - سبحانه - في عدَّة آياتٍ مُحكَماتٍ خِلالًا كثيرةً
مِن خِلالِ المُروءة، كما في قوله - سبحانه -:
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
[الأعراف: 199]،