{ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ }
[ آل عمران: 118 ]
وقد عضُّوا على المسلمين الأنامِلَ من الغيظ، وودُّوا لو تكفُرون
كما كفروا فتكونون سواءً، وإن تمسَسكم حسنةٌ تسُؤهم، وإن تُصِبكم سيئةٌ يفرَحُوا بها.
ومنهم الذين يتربَّصُون بالمسلمين الدوائِر يبغُونهم الفتنةَ،
ويسعَون في تخذِيل المسلمين وكسر شوكتهم، والرقصِ على جِراحهم وآلامهم،
وتمزيق وحدتهم، وتفريق كلمتهم، وتخريب بُلدانهم، وحواضِرهم الكبرى.
كما يفعَلُ الباطنيُّون اليوم مُنافِقُو العصر، أحفادُ ابن العلقَمِيِّ،
ومن عاوَنَهم في ذلك من أدعِيَاء الخلافة الإسلامية زُورًا وبُهتانًا،
الذين ينشُرون الطائفية والنَّعرات الجاهلية، ويُحرِّضون على حُكَّام المسلمين،
ويُحاوِلون إسقاطَ ولاةَ أمرهم والشعوب المسلمة في وحل الدمار والهلاك
والتخريب والفوضى، كما كان المُنافِقون الأوائِل يُظهِرون الطاعةَ
لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -،
فإذا برزُوا من عند النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بيَّتَ طائفةٌ منهم الشرَّ،
ودبَّروا الخروجَ عن طاعةِ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وعِصيانه.