وحدةَ الأمة، ويبثُّ فيها الفُرقةَ والانقسامَ إلى أحزاب ضالَّة، وجماعات منحرفة، وتنظيمات مشبوهة، تعمل على إثارة الفتنة، وإذكاء النَّعَرات والعصبيات والتحريش، والبلبلة والتشويش، والإثارة والتهويش، وذلك استهداف للمجتمعات في أعزِّ مقوماتها؛ وهي وحدتُها وتضامنُها، أخرج الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ".
معاشرَ المسلمينَ: وإن من عجائب الأمور، وممَّا يحارُ فيه ذوو العقول، أن يوجِّهَ أصحابُ السهامِ المسمومة، والأنفسِ الضيقةِ المحمومةِ، سهامَهم المشؤومة إلى دُرَّة الأوطان، ومهبط الوحي، ومأرِز الإيمان؛ بلاد الحرمين الشريفين -حرسها الله-، بلاد التوحيد والوحدة، والقرآن والسُّنَّة، التي جعَلَها اللهُ مثابةً للناس وأمنًا وقِبلةً، فيبثُّون فيها أفكارَهم، ويَنشُرون فيها سمومَهم؛ من المخدِّرات، والمؤثِّرات العقلية، فلا تزال مادةُ (الشبو)، ومثيلاتها الخبيثة تَشْبُو، ولاستهدافِ