إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، نحمدك اللهم ربنا حمدًا كثيرًا، لا يبلغ البحر له مدادًا، لكَ الحمدُ تعظيمًا لوجهكَ قائمًا وأنتَ إلهي ما أحق وما أحرى، لكَ الحمدُ يا ذا الكبرياء ومَنْ يكن بحمدك ذا شكر فقد أحرز الشُّكْرَا.
نشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريك له، توعد من رام شرًّا وإفسادًا شقاء وإبعادًا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، عم العالمين رحمة وودادًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين كانوا في الإعمار والإصلاح رُوَّادًا، ولحياض الرُّقِيّ وُرَّادًا، ومن اقتفى أثرهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ: فاتقوا الله -عباد الله-، واحذروا سوء العقبى والردى، واجتنبوا الغفلات، فإنَّها للطاعات مُدًى، وقدموا لأخراكم، فإنَّها غدا؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الْحَشْرِ: 18].