الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:
فَهَذِهِ -عِبَادَ اللَّهِ- بَعْضُ الْوَسَائِلِ الْمُعِينَةِ لِلْآبَاءِ وَالْأَبْنَاءِ عَلَى التَّقَارُبِ وَسَدِّ الْفَجَوَاتِ، فَأَوَّلُهَا: الدُّعَاءُ الصَّادِقُ لِلْأَبْنَاءِ، فَهَذَا رَسُولُنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو لِكُلِّ طِفْلٍ خَالَطَهُ، فَيَدْعُو لِخَادِمِهِ أَنَسٍ قَائِلًا: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، وَهَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
وَمِنْهَا: تَقْدِيرُهُمْ وَمُرَاعَاةُ مَشَاعِرِهِمْ: فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَفْعَلُهُ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، وَيُقَدِّرُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَسًا وَيُسِرُّ إِلَيْهِ بِأَسْرَارِهِ، يَقُولُ أَنَسٌ: "أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِرًّا، فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَدًا بَعْدَهُ، وَلَقَدْ سَأَلَتْنِي أُمُّ سُلَيْمٍ فَمَا أَخْبَرْتُهَا بِهِ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).