ويؤكِّد هذا المعنى الجميلَ النبيُّ الكريم -صلى الله عليه وسلم-؛ وهو الذي أسَّس مبادئ حقوق وحريات الإنسان بطريقة شاملة ومُتقنة، لم يَسبِقْ لها مَثيلٌ في تاريخ الإنسانية، في وقتٍ كانت تئِنُّ فيه تحت وطأة الملوك الظالمين، والحكام المستبدين في مشارق الأرض ومغاربها، وأعلن مبدأَ المساواة العامة بين الناس في أعظمِ جَمْعٍ -وسط أيام التَّشريق- حينما قال -صلى الله عليه وسلم-: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى".