الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإنسان آيةُ اللهِ الباهرة، أودَع فيه من المعجزات والدلائل والآيات ما يَحار العقل فيها، ويَعجب الخلق لها، هذا الكائن الضعيف في مظهره، هو كريمٌ على الله -تعالى-، خَلَقَه بيده، وأسجدَ له ملائكته، وسخَّر له الكونَ بما فيه، وبيَّن له منهج حياته الذي يضمن له السعادة في الدنيا والآخرة، ومن أجله خلق الله -سبحانه- الجنة والنار، وكان الجزاء والحساب في يوم القيامة.
إخوتي الكرام: هذا الإنسان الكريم على الله قد أوجب الله -تعالى- له حقوقاً؛ وأمر بها في كتابه، وسُنة نبيّه، فكانت مثار فخرٍ واعتزازٍ لكلِّ مَنْ ينتمي لهذا الدِّين، وقد أرست الشريعة الإسلامية مبادئ حقوق الإنسان، وحافظت عليها عبر نصوص كثيرة؛ مُمَثَّلةً في أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله وتقريراته وسيرته العطرة.