الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
حِفْظُ القرآن العظيم هو الأصل في تلقِّيه، قال -تعالى-: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)[العنكبوت: 49]. فقد أكرم الله -تعالى- هذه الأمة بأن جعل قلوبَ صالحيها أوعيةً لكلامه، وصدورَهم مصاحف لحفظ آياته. وقال الله -عز وجل- لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- كما جاء في الحديث القدسي: "إنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وأَبْتَلِيَ بِكَ، وأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتاباً لا يَغْسِلُهُ المَاءُ"؛ ومعنى ذلك: أن القرآن العظيم محفوظ في الصُّدور، وسيبقى على مَرِّ الزمان.
ومن أعظم نعم الله -تعالى- على عباده أنْ يَسَّرَ لهم حِفْظَ القرآن الكريم. قال -تعالى-: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)[القمر: 17، 22، 32، 40]. "أي: سَهَّلناه للحفظ وأَعَنَّا عليه مَنْ أراد حِفْظَه، فهل مِنْ طالبٍ لحفظه فَيُعَانُ عليه؟".