ومن جمال ويسر شريعة الإسلام؛ تدرجها في تشريع صيام شهر رمضان؛ فلم يفرض صيام شهر رمضان على درجة واحدة، بل مر ذلك بثلاث مراحل؛ كما جاء في حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: "أحيل الصيام ثلاثة أحوال"(صححه الألباني).
ونقل عن ابن القيم الجوزية -رحمه الله-: "وكان للصوم رتب ثلاث: إحداها: إيجابه بوصف التخيير، والثاني: تحتمه، لكن كان الصائم إذا نام قبل أن يطعم حرم عليه الطعام والشراب إلى الليلة القابلة، فنسخ ذلك بالمرتبة الثالثة وهي التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة ".
ولعلنا نقف مع تفصيل يسير لمراحل تشريع الصيام؛ فالمرحلة الأولى: مرحلة التخيير بين صيام شهر رمضان، أو دفع فدية مكان كل يوم يفطر فيه يطعم مسكيناً، قال -تعالى-: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[البقرة: 184]؛ والمراد بقوله؛ (يطيقونه) في هذه المرحلة، أي؛ يقدر على الصيام ولم يصم.