ولقد كان من اهتمامه ﷺ بالرؤيا أنه كان يقول لأصحابه -رضوان الله عليهم- إذا انصرف من صلاة الصبح: "هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا؟"(رواه مسلم).
وقد حفل القرآن الكريم بموضوع الرؤى والأحلام، فورد ذكرها في سور: يوسف، والأنفال، والفتح، وفي سورة الصافات رؤيا خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام-: (قَال يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرى في المنامِ أَنِّي أذْبَحُكَ فانْظُرْ ماذَا ترى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُني إنْ شَاءَ اللهُ مِن الصَّابِرِينَ)[الصافات: 102]، فعزم على ذبح ابنه، وانقاد إسماعيل -عليه السلام- طائعاً لأمر الله ففداه الله بذبح عظيم، فرؤيا الأنبياء وحي إلهي؛ فإنها معصومة من الشيطان وهذا باتفاق الأمة، وأما رؤيا غير الأنبياء فتُعرض على الوحي الصريح فإن وافقته وإلا لم يعمل بها، وهذا مسألة ضلّ فيها كثير من المُبتدعة من الصوفية وغيرهم من الجهال.