فيا أيها الناس: الله لطيف بعباده، خلَقهم ورزقهم، ومن كل نعمة وهبهم، ثم أرسل لهم رسلاً ليبينوا لهم طريق الحق، ويدعوهم إلى توحيد الله الذي فطرهم عليه، وسهّل لهم العيش على الأرض، وسخّر لهم كل ما فيها، وبيّنت لهم الرسل أنَّ مَن شكر نعم الله، واستخدمها في طاعة الله؛ فإن الله يحفظها له، ويزيده منها، ومن كفرها فاستخدمها في معصية الله، فإن الله يسلبها منه، ويوقع به العقوبة، (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)[إبراهيم:7].
عباد الله: قد يُنعم الله على العبد وهو غارقٌ في معاصيه، وكلما ازداد معصية كلما فتح الله عليه من أبواب الرزق، وهذا ما يسمى بالاستدراج والعياذ بالله، ليزداد إثمًا مع إثمه، فتتضاعف عقوبته، وهذا ما وقع فيه كثير منا للأسف، فأُصيب البعض بالأمن من مكر الله، ولم يتعظوا بما حصل بمن قبلهم وحولهم، قال -تعالى-: (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)[القلم: 44-45].