ومِنْ سُنَنِ اللهِ أنّ الباطلَ مهما ظهرَ وعلا فإنّه سيزولُ ويَضمحِلّ، فجولةُ الباطلِ ساعة، وجولةُ الحقِّ إلى قيامِ السّاعة؛ (كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ).
ومن السُّنَنِ أنّ ظهورَ الحقِّ على الباطلِ يكونُ بعدَ الابتلاءِ والتّمحيص، قالَ تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)، وقالَ سبحانه: (مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ).
ومنها أنّ نِعَمَ اللهِ إذا شُكِرَتْ قَرَّتْ وإذا كُفِرَتْ فَرَّتْ؛ (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
فاتّقوا اللهَ رحمَكم اللهُ واعتبروا بالسُّنَنِ، وحاسبوا أنفسَكم فالسّعيدُ مَنْ وُعِظَ بغيرِه، والشّقيُّ مَنْ وُعِظَ به غيرُه واغْتَرَّ بنعمِ اللهِ عليه؛ (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۖ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ).