واليهود والنصارى في هذا الحكم كغيرهم، وإن انتسبوا إلى موسى وعيسى -عليهما السلام- أو اتبعوا ما في أيديهم من التوراة والإنجيل لما يلي:
أولاً: إن بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- نَسخت وأبطلت وألغت كل ما سبقها من الرسالات، وصار واجباً على كلّ مَن أدرك بعثته وإلى أن تقوم الساعة أن يدخل في دينه ويتبعه.
ولو فُرِض أن رسولاً من الرسل قبله أدركه لوجب عليه اتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- قال -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[آل عمران: 81-82]؛ وقال -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا الْيَوْمَ مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي"