ثم إن هذا التعقيب منه -صلى الله عليه وسلم- على دعوته الميمونة المباركة
بالنضرة لمبلغي سنته في غاية الجمال؛ ليدُلَّ على أهميةِ الإخلاصِ في
الأعمال لله، والنصحِ للمسلمين، ولزوم جماعتهم.
وهذه الخصالُ تنفي الغلَ من القلبِ كما قال ابنُ القيم -رحمه الله-
في مدارج السالكين مبيناً معنى الحديث: "أَيْ لَا يَبْقَى فِيهِ غِلٌّ، وَلَا
يَحْمِلُ الْغِلَّ مَعَ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ, بَلْ تَنْفِي عَنْهُ غِلَّهُ، وَتُنَقِّيهِ مِنْهُ، وَتُخْرِجُهُ
عَنْهُ؛ فَإِنَّ الْقَلْبَ يَغِلُّ عَلَى الشِّرْكِ أَعْظَمَ غِلٍّ، وَكَذَلِكَ يَغِلُّ عَلَى الْغِشِّ،
وَعَلَى خُرُوجِهِ عَنْ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ بِالْبِدْعَةِ وَالضَّلَالَةِ، فَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ
تَمْلَؤُهُ غِلًّا وَدَغَلًا, وَدَوَاءُ هَذَا الْغِلِّ، وَاسْتِخْرَاجُ أَخْلَاطِهِ بِتَجْرِيدِ
الْإِخْلَاصِ, وَالنُّصْحِ، وَمُتَابَعَةِ, السُّنَّةِ". أهـ,