واللهُ -تعالى- أمَرَ المؤمنين بالفرح بالأمور العظيمة المُتعلِّقة بمرضاة الله والدار الآخرة الباقية, قال -
سبحانه-: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس:58]؛
فالعاقل هو الذي يفرح بثابتٍ وباقٍ, ويكون فرحُه تبعاً لرضا الله -تعالى-.
ونهاهم أنْ يفرحوا بزخرف الدنيا ومتاع الحياة الزائل: (وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ)[الرعد:26]؛ أي: فرحوا بالحياة الدنيا فَرَحًا؛ أوجب لهم الاطمئنانَ بها,
والغفلةَ عن الآخرة, وذلك لنقصان عقولهم. وحذَّر الله -سبحانه- من الفرح بغير الحق:
(ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ)[غافر:75]. كانوا يفرحون
في الأرض بالشرك والمعاصي, ويمرحون بالتوسع في الفرح؛ لأنَّ المَرَحَ هو شدة الفرح.