وللعباد في ليلهم ونهارهم أعمالٌ وقرباتٌ، فمن أساء في ليله فليستعتب في نهاره، ومن أساء
في نهاره فليستعتب في ليله؛ فإن الله بالناس لرؤوف رحيم، عن أبي موسَى الأشْعريِّ -
رضي الله عنه- عن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إنَّ الله -تَعَالَى- يَبْسُطُ يَدَهُ بالليلِ؛
لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ؛ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِها"
(رواه مسلم)وأكمل الناس عقلاً من ابتدر العمر قبل انقضائه، واستبق الحياة قبل زوالها،
وتزودَ من صالح العمل لداره الأخرى؛ (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)[البقرة: 197],
فما يقدمه المرء في يومه, سيجده حاضراً يوم حشره ونشره؛ (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ
مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا)[آل عمران: 30].