(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[آل عمران:132].
أيها المسلمون: أما وإن شهرَ رمضان قد هَبَّت نسائمُه، وأقبلَت
سحائِبُهُ تَبْرُقُ بالبُشرى، فإن على المسلم أن يَسْتَقْبِلَه بما يَلِيِقُ به
مِن نيةٍ خالِصةٍ، وإرادةٍ صادقةٍ، وعزمٍ أكيد. فإن من نوى الخير
أعين عليه، ومَن صدَق في قصدِ الطاعةِ يُسِّرَت له أسبابُها، ومن
عَزَمَ على المسارعةِ في الخيراتِ، صَفَّ ركابه في ميدان المتنافسين.
إنَّ على المسلم أن يستقبل شَهرَه بالتوبة الصادقة النصوح، وأن يُنَقيَ
نَفْسَهُ بكثرة الاستغفار، فإن للذنوبِ عقوباتٌ.. ومن أعظم عقوباتها
أنها تُعيقُ القلبَ عن السير إلى الله.