ونهى الله -عز وجل- عن التأفف والتضجر منهما, أو نهرهما ومنعهما ما يرغبانه في المباحات
والواجبات, وأمر -سبحانه- بالقول الكريم الطيب لهما؛ فقال -سبحانه-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا
إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا
وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)
[الإسراء: 23، 24].عباد الله :قدَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- بر الوالدين على الجهاد في
سبيل الله؛ كما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-
أي العمل أحب إلى الله؟, قال: "الصلاة على وقتها", فقلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين", قلت: ثم أي؟ قال:
"الجهاد في سبيل الله", وجاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستأذنه في الجهاد فقال: "أحي والداك؟"
, قال: نعم, قال: "ففيهما فجاهد"(متفق عليه).