إن من أسباب التوفيق للأعمال الصالحة وتقوى الله؛ الافتقارَ إلى الله والتبرؤ من الحول والقوة,
إن امتلاء القلب بالافتقارِ إلى الله -سبحانه- وشدةِ حاجتهِ إلى هداية ربه -عز وجل- وتوفيقهِ,
وشهودِ العبد لضعفه وجهلِه من أسباب التوفيق, وهذا يجرّ إلى سبب من أعظم التوفيق للعمل
الصالح, وهو كثرة الدعاء والإلحاح على الله -تعالى- بسؤال الهداية؛ ألا ترون أن اللهَ جعل
سؤالَ الهدايةِ إلى صراطِه المستقيم في أعظمِ سورة في كتابه, وجعل قراءتَها ركنًا في الصلاة
وهي أعظمُ فريضةٍ بعد التوحيد.ثم تأمل كثرةَ الدعواتِ النبويةِ بسؤال الهداية والعون على العبادة,
وفعل الخيرات وترك المنكرات, والاستعاذة من شر النفس والشيطان, وفي الحديث القدسي:
"يا عِبَادِي! كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ"(أخرجه مسلم)