هذا الحديث يحكي حالَ العبد مع الذنب، ومنهج الإسلام في الارتقاء بسلوك المذنِبين،
وكلُّنا مُذنِبٌ، يفتح آفاقًا من الأمل، وبابًا من الرجاء، كما يصوِّر لكل مذنبٍ رحمةَ الله
التي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، وعطاءَه لأوليائه، وحنانَه على عباده.
يبدأ هذا الحديثُ بقوله: “إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا” يراعي الإسلامُ طبيعةَ النفس البشرية،
التي تقع في الذنب، وتذِلُّ بها القدمُ؛ لنسيانٍ أو شبهةٍ أو شهوةٍ، ولنزغاتِ الشيطانِ و
إغوائِه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لِرَبِّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-:
وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي بَنِي آدَمَ مَا دَامَتِ الْأَرْوَاحُ فِيهِمْ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-:
فَبِعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا أَبْرَحُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي“