أما من جهة اكتساب المال فإن العبد مبتلىً في ذلك، ومن الناس -عباد الله- من يتحرى في اكتساب المال
وتحصيله الأمانة والصدق والوفاء والحل والبعد عن الحرام والبعد عن الظلم وأنواع الآثام ويُجمل في
الطلب ويعلم أنه ليس له من المال إلا ما كتب الله له.ومنهم -عباد الله- من لا يبالي في اكتساب المال
وتحصيله، ولا يبالي في حِله وحرامه، وحلال المال عنده ما حل في يده؛ ولهذا لا يبالي في وجوه
تحصيل المال أمِن حل أو حرام، أبغشٍ أو خيانةٍ أو كذبٍ، أو غير ذلك، لا يبالي بشيء من ذلك؛ لأن
المال أصبح أكبر همه ومبلغ علمه وغاية مناه.أيها المؤمنون: يقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: “
اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا،
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ“