وتأملوا هذا الكلام العظيم، قاله الإمام أحمد صاحب المسند الجامع لآلاف الحديث
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول رحمه الله تعالى: “أصول الإسلام
تدور على ثلاثة أحاديث: حديث عمر: “إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ“، وحديث أم المؤمنين
عائشة -رضي الله عنها-: “مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ“، وحديث
النعمان بن بشير: “إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ“.
وبيان ذلكم -أيها المؤمنون-: أن دين الله -تبارك وتعالى- إنما هو فِعلٌ للمأمورات،
وترْك للمحظورات، واتقاء للمتشابهات وجُمع ذلك كله في حديث النعمان؛ ولا يتم
ذلك إلا بأمرين: أن تكون صورة العمل الظاهرة موافقة للسنة؛ وهذا ما بُيِّن في حديث
عائشة -رضي الله عنها-: “مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ“، وأن يكون في
باطنه لله -عز وجل- خالصا؛ وهذا ما بُيِّن في حديث عمر: “إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ“.