والإخلاص لله -تعالى- له أثر عظيم في إجابة الدعاء؛ بل هو شرطٌ رئِيسٌ في إجابة الدعاء,
وتحقيقِ رغبةِ الدَّاعي؛ لأنَّ الدعاء هو العبادة, ومن شرط العبادة ألاَّ تُصْرَفَ لغير الله -تعالى-:
(وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[غافر:60]؛
فسمَّى دعاءه عِبادةً. وتأمَّل قولَه: (ادْعُونِي) الدال على قصده وحْدَه بالدعاء. قال ابن كثير -رحمه الله-:
“نَدَبَ عِبادَه إلى دُعائِه، وتَكفَّل لهم بالإجابة“.ولهذا استجاب اللهُ -تعالى- دُعاءَ الأنبياء والصالحين
من عباده؛ لَمَّا اخلصوا له الدعاء؛ كما في “سورة الأنبياء” – في لُجوءِ إبراهيمَ إلى -تعالى-
وتوكُّلِه عليه, ودُعاءِ نوحٍ وأيوبَ ويونسَ وزكريا؛