فتَبِعَتْهُ أُمُّ إسْمَاعِيلَ فَقالَتْ: “يا إبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وتَتْرُكُنَا بهذا الوَادِي، الذي ليسَ فيه إنْسٌ
ولَا شيءٌ؟، فَقالَتْ له ذلكَ مِرَارًا، وجَعَلَ لا يَلْتَفِتُ إلَيْهَا، فَقالَتْ له: آللَّهُ الذي أَمَرَكَ بهذا؟،
قالَ: نَعَمْ، قالَتْ: إذَنْ لا يُضَيِّعُنَا“، ثُمَّ رَجَعَتْ، اللهُ أكبرُ، هذا هو السِّرُّ في خلودِ ذكرِها، إنَّه القَبولُ لأحكامِ ربِّها.
هل تعجبونَ من جيلِ الصَّحابةِ -رضيَ اللهُ عنهم-، وكيفَ رفعَ اللهُ -تعالى- في العالمينَ ذِكرَهم؟،
اسمعوا إلى اللهِ -تعالى- ماذا يقولُ عنهم في آخرِ سورةِ البقرةِ؟، هذه السُّورةُ التي سُميتْ بالبقرةِ للتَّنبيهِ
على ما كانَ من بني إسرائيلَ في ذبحِ البقرةِ من المماطلة والتَّأخيرِ، والتَّعنتِ في تنفيذِ حُكمِ اللهِ
-تعالى- الخبيرِ، وهي السُّورةُ التي قالَ فيها ابنُ العربي -رحمَه اللهُ-: “سمعتُ بعضَ أشياخي يقولُ:
فيها ألفُ أمرٍ، وألفُ نهيٍ، وألفُ حُكمٍ، وألفُ خبرٍ”، فماذا كانَ موقفُ الصَّحابةِ من هذه الأحكامِ والأوامرِ والنَّواهي والأخبارِ؟