(وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)[الْحَجِّ: 30]
، فيه أن مَنْ يجتنب معاصيَ الله ومحارِمَه ويكون ارتكابُها عظيمًا في نفسه،
فله على ذلك خيرٌ كثيرٌ وثوابٌ جزيلٌ، فكما تُرَتَّب الأجورُ والحسناتُ على فعل
القربات، تُرتَّب أيضًا على التقرُّب بترك المنهيَّات واجتناب المحظورات.
وقوله -تعالى- عن الذبائح التي يُتقرَّب بها: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا
وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى)[الْحَجِّ: 37]، فيه أن الذي يَصِلُ إليه -سبحانه- ويُثِيب عليه
العبادَ -وهو الغنيُّ عن خَلْقِه- هو تقواهم ومراقبتُهم له وخوفُهم منه، واستقامتُهم
على أمره وإخلاصُهم العبادةَ له، وفيه حثٌّ وترغيبٌ على الإخلاص في النحر،
وأن يكون القصدُ وجهَ اللهِ وحدَه، لا فخرًا ولا رياءً ولا سمعةً، ولا مجرَّدَ عادةٍ،
وهكذا سائر العبادات، إن لم يقترن بها الإخلاصُ وتقوى الله كانت كالقشور
التي لا لُبَّ فيها، والجسد الذي لا روح فيه.