هل سمعتَ بإخوانك المعسرين الذين أرهقتهم الديون، وداهمَهم الغلاء وكثرت عليهم الأعباء,
أو خدعهم بعضُ الناس؛ فافتقروا, أو سُرقت أموالُهم, وفشلت تجاراتهم؟!.
إنّ النظر إليهم والاهتمام بقضاياهم مقتضى الإيمان والإخوّة، ومن أسباب النجاة يومَ القيامة،
إنهم في كربة, ويعيشون آلامًا, واستولت عليهم الغمومُ والأحزان, تخيل: كم لك من الأجر
وقد رحمتَهم, وكم لك من الثواب وقد سألتَ عنهم أو زرتهم؟! وانظر منزلتَك وأنت تفرّج عن مكروب,
أو تقضي غُرمَ مديون, أو ترفع غمَّ مغمومٍ ومهموم!؛ إنك بذلك العمل تجسّد إخوّةَ الدين, وتُعلي رابطةَ الإسلام,
وتحيي معاني التكافل الاجتماعي الحقيقي, قال -عز وجل-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[الحجرات: 10].
وفي المجتمع المسلم مديونٌ، وفقير ذو وعيال, ومن لا يكفيه راتبُه، وأرملةٌ بلا عائل, ومطلقاتٌ ضائعات، ومرضى بلا دواء!.
أليس لهم نظراتُ رحمة؟! وهلّا قدمنا لهم صنوفًا من المعونة، وألوانًا من المعروف والبر؟!
وفي الحديث: “من لا يَرحم لا يُرحم“, وتذكر أن بعضنا قد عايشَ شيئا من تلك الأرزاء
, أو قد مرَّ بك فقر, أو ذقتَ ألمَ ضائقة!, فمَن لك بعد اللهِ إلا أيادي إخوانك ووقفات الرجال
المحبين لعمل الخير؟! (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)[المعارج: 24، 25].