أَيُّهَا الإِخْوَةُ: فِي هَذِهِ القِصَّةِ القَصِيْرَةِ فَوَائِدُ عَظِيْمَةٌ؛ فَمِنْ هَذِهِ الفَوَائِدِ: اِسْتِجَابَةُ اللهِ -تَعَالَى- لِدَعْوَةِ
المَظْلُومِ وَلَوْ كَانَ كَافِرًا؛ فَهَذِهِ الْقِصَّةُ حَصَلَتْ لِلْمَرْأَةِ قَبْلَ إِسْلَامِهَا, وَمَعَ ذَلِكَ
اِسْتَجَابَ اللهُ دُعَاءَهَا؛ كَمَا ذَكَرَ اِبْنُ حَجَرٍ -رَحِمَهُ اللهُ- لَمَّا بَلَغَ بِهَا الظُلْمُ وَالكَرْبُ مَبْلَغَهُ.
أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ *** وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ
سِهامُ اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن *** لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ اِنقِضاءُ
فَلْيَتَّقِ اللهَ كُلُّ مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظالِمُ عَلَى النَّاسِ؛ فَإِنَّ اللهَ يُمْهِلُ وَلَا يُهْمِلُ، فَإِذَا أَخَذَ قَصَمَ:
(إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)[هود: 102], كَيْفَ يَهْنَأُ الظَالِمُ حِيْنَ يَنَامُ قَرِيْرَ العَيْنِ بَيْنَ
أَهْلِهِ وَأَحْبَابِهِ, وَالمَظْلُومٌ لَم يَنَمْ يَدْعُو اللهَ عَلَيْهِ!.
لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ إِلَى اليَمَنِ أَوْصَاهُ فَقَال:
“اِتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإنَّهَا ليسَ بيْنَهَا وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ“(مُتَّفَقُ عَلَيْهِ).
لَا تَظْلِمَنَّ إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِراً *** فَالظُّلْمُ تَرْجِعُ عُقْبَاهُ إِلَى النَّدَمِ
تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ *** يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ