وإذا كان في أداء نافلة الحج تضييق على الحجاج الذين يؤدون فريضة الحج وخاصة في هذا العام
، ينبغي تركها، وربما يترتب على هذه النافلة مفسدة بتضرر الآخرين من شدة الزحام،
وقد حذَّر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من أن يزاحم الناس
على الحَجَر الأسود لئلا يؤذيهم، وهذا طبعاً ليس خاصاً بالحجر الأسود، بل قاعدة عامة في أن
كل ما يترتب عليه التضييق على الناس وإيذاؤهم ينبغي اجتنابه.
أخي المسلم: إن تركك لحج النافلة من أجل عدم التضييق على المسلمين؛ سيكتب الله
لك أجر الحج وأنت في بيتك، وتأمَّل معي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وهو يقول لأصحابه -رضي الله عنهم- في إحدى الغزوات: “إنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً
مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ“، وفي رواية:
“إِلَّا شَركُوكُمْ فِي الْأَجْرِ“(رواه مسلم).