{ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنّ
َ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
[سبأ: 35، 36].
فأهلُ الاستِكبار على الله يقولُون: نحن أكثرُ أموالًا وأولادًا وما نحن
في الآخرة بمُعذَّبِين؛ لأنَّ الله لو لم يكُن راضِيًا ما نحن عليه مِن المِلَّة
والعملِ لم يُعطِنا الأموالَ والأولادَ، ولم يبسُط لنا في الرِّزق، ولم
يُؤثِرنا بما آثَرَنا على غيرِنا إلا لفضلِنا.
وغابَت عنهم الحقيقةُ:
أنَّ الله يبسُطُ الرِّزقَ لمَن يشاءُ مِن خلقِه، ويُضيِّقُ على مَن يشاء، لا
لمحبَّةٍ فيما يبسُطُ له ذلك، ولا زُلفةٍ له استحقَّها مِنه، ولا لبُغضٍ مِنه لمَن
ضيَّقَ عليه ذلك ولا مقت، ولكنَّه يفعلُ ذلك مِحنةً لعبادِه وابتِلاءً، وأكثرُ
الناسِ لا يعلَمُون أنَّ الله يفعلُ ذلك اختِبارًا لعِبادِه.