{ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا
مَيْلًا عَظِيمًا }
[النساء: 27].
{ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ }
أي: الله وحدَه يُريدُ أن يتوبَ عليك، ويتجاوَز عن خطاياكُم.
ويُريدُ الذين ينقَادُون لشهَوَاتهم وملذَّاتِهم أن تنحَرِفُوا عن الدين
انحِرافًا كبيرًا، وتُبعِدُوا عن طريقِ الاستِقامةِ بُعدًا شديدًا، وتنصَرِفُوا
عن الحقِّ بإتيانِكم ما حرَّمَ الله عليكُم وركُوبِكم معاصِيَه.
هذا وقد أعرضَ كثيرٌ مِنَّا - هداهُم الله - أعرَضُوا عن دعوةِ الله لنا،
وعن مُرادِ الله مِنَّا، واستَجابُوا لدعوةِ الذين
يتَّبِعُون الشَّهوات، وصرَفُوا الأوقاتَ
في هذه الأيام المعدُودات فيما لا يعُودُ عليهم بالنَّفعِ والخَيرات،
بل بِما يُورِثُ الحسَرَات، ويُعقِبُ التَّبِعات، مع أن رمضان يُعلِّمُنا
أن نكُونَ أقوِياء أصحابَ عزائِم قويَّةٍ وهِمَمٍ عالِية، فلا نضعُف أمام
شهَوَاتِنا، ولا نذِلَّ لمخلُوقين مِثلِنا، وننسَاقَ وراءَ دعوات المُبطِلِين الفاسِدة،
وآرائِهم المُنحرِفة، فننصرِف عن عقيدتِنا وأفكارِنا، ومبادِئِنا
وقِيَمنا، وننشَغِلَ بسُمُومهم عن استِثمارِ وقتِنا
في النافِع، وما يعُودُ علينا بخَيرَي الدنيا والدين.
أقولُ قَولِي هذا، وأستغفِرُ الله الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المُسلمين، فيا
فوزَ المُستغفِرِين.