رفعَ الله به عن الأمةِ الآصارَ والأغلالَ، وما جعلَ في الدينِ مِن حرَجٍ،
تكالِيفُه منُوطةٌ بالأهليَّة والاستِطاعة، والله لا يُكلِّفُ نفسًا إلا وُسعَها؛
فلا واجِبَ مع العَجز، ولا مُحرَّم مع الضَّرورة، وكلما ضاقَ الأمرُ
فيه اتَّسَع.
ورفعَ عنها الخطأَ والنِّسيان وما استُكرِهُوا عليه، وعفَا الله عن
هذه الأمة ما حدَّثَت بها أنفُسَها ما لم تعمَل أو تتكلَّم، وبابُ التوبةِ
في الإسلام مفتُوحٌ، وهي سهلةٌ ميسُورةٌ.
جلِيٌّ في مصدَرِه وغاياتِه، معالِمُه ظاهِرةٌ، وأحكامُه بيِّنةٌ لا غُموضَ
فيها ولا خَفاء، يهدِي إلى السعادة ويمحُو الشقاء، قال - سبحانه -:
{ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى }
[طه: 2].
مُتوافِقٌ مَعَ العُقولِ والفِطَر، قال - جلَّ وعلا -:
{ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
[الملك: 14].