ومِن هنا كان الإيمانُ بالقضاء والقدَر هو المحَكَّ الحقيقيَّ لصِدقِ العبدِ وإخلاصِه،
ومعرفتِه بربِّه، والرِّضا بأفعالِه، وكَم مِن الناسِ سقَطُوا
فِي فتنةِ الجزَع، والتسخُّط والاعتِراضِ، وفشِلَ البعضُ عند أولِ
عارِضٍ، وخُذِلَ آخرُون فزعَمُوا أنه لا قدَر وأن الأمرَ أُنُف، وصدَّقُوا
ما بذَرَه الشيطانُ في عُقُولهم مِن الشُّبَه والتساؤُلات الحائِرة التي
تتَّهِمُ اللهَ في أقدارِه، وتعِيبُه في قضائِه، ولا تُدرِكُ الحِكَم البالِغةَ
في أفعالِه، فهُم في الحقيقةِ ما قدَرُوا اللهَ حقَّ قَدرِه حين سوَّلَ
لهم الشيطانُ وأملَى لهم.