ومُخطئٌ مَن يظُنُّ أنَّ ذلك مِن بابِ الثقةِ بالنَّفس، كلّا؛ لأنَّ الثقةَ بالنَّفس خِلافُ ذلِكُم، فهي مبنيةٌ على اُسٍّ صحيح وتصرفاتٍ مُبرَّرة؛ إذ ثمَّةَ فُروق ظاهرة بين الغرورِ وبين الثقةِ بالنفس، فالثقةُ بالنفس سببها وجود، والغرور سببُه نقصٌ أو عدَم، والثقةُ بالنَّفس اعتزازٌ بِها واطمئِنان، والغرور تَلَبُّسٌ بكمالٍ وعظمةٍ وَهمِيَّين، والثقةُ بالنَّفس عَفويةٌ غيرُ مُصطنعة، والغرورُ اصطناعِيٌّ تكلُّفيٌّ، والثقةُ بالنَّفس تغرِسُ مفهوم التواضع لدى صاحِبِها، والغرور عكس ذلك؛ حيث يَؤُزُّ صاحبه إلى التَّكَبُرِ أزًّا.
والمُحصِّلةُ - عباد الله - أنَّ الثقة بالنفس سُلَّمٌ إلى الرِّفعة، والغرور مُنحَدَرٌ إلى السُّقُوط بِلا شَكٍّ.
وكما قيل: إنَّهُ ما بين الثقةِ بالنَّفس وبين الغُرورِ إلا شَعرة.